(3)
وخاصة في الفجر - تغلبه عيناه فلا يستيقظ إلا مع بدء اليوم الدراسي .. فيقوم
فزعاً .. يصلي الفجر .. ويأخذ حقيبته متجهاً إلى مدرسته الثانوية ..
كانت تلك الأحداث في نهاية العام الدراسي .. وكان معها التغيير ..
وفي المنزل :
لاحظ إخوة [ صالح ] تغيره .. لكن الأمر لم يكن يعني لهم شيئاً .. فالإحساس قد
تبلّد من سنين ..
لكن ..
كانت هناك نفس شدّها تغير [ صالح ] .. حيث كان [ راشد ] الأخ والصديق .. بل
والحياة كلها لـ [ صالح ] ..
لذا .. كانت الصراحة بينهم شعار ..
اتجه [ صالح ] لـ [ راشد ] ..
قال له : أخي .. ألا تصلي .. ؟؟
[ راشد ] : ماذا ..
كان السؤال مفاجئاً لـ [ راشد ] ..
[ صالح ] : والله يا أخي .. لقد وجدت حياة أخرى في الصلاة والقرب من الله ..
[ راشد ] : كيف .. ؟؟
[ صالح ] : إني والله أعيش أياماً لم أعش مثلها قط .. صدقني يا أخي .. الحياة
في المسجد شيء لا يوصف .. والحياة مع الله أمر لا يقدر بثمن .. راحة وأي راحة
.. صدقني يا أخي .. عش معنا .. وستجد اللذة الحقيقية ..
[ راشد ] : ولكن ..
[ صالح ] : أبداً يا أخي .. الأمر أيسر مما تتصور .. فقط اعزم .. وسيعينك الله
..
كان تلك الكلمات .. بداية التحول لحياة [ راشد ] و[ صالح ] .. ليصبحا ثنائياً
في الخير .. بعد أن أمضيا في الشر سنيناً ..
----------------
ومع بداية الصيف ..
كانت المراكز الصيفية قد فتحت أبوابها .. وبدأت تستقبل الشباب والفتيان ..
كان [ صالح ] كـ كثير من الشباب .. لا يعرف المراكز الصيفية ..
لكنه اطلع على إعلان أحدها ..
شدّه ما فيها من البرامج الممتعة .. واللقاءات الرائعة ..
وأزّه إليها أكثر قرب المركز من بيتهم ..
خاصة وأن [ صالح ] لا يملك سيارة .. وليس لديه وسيلة نقل إلا سيارة أخيه
القديمة .. التي تسير ساعة وتتعطل أخرى ..
لكنه .. كابد الصعاب ..
---------------------
قرر [ صالح ] و [ راشد ] الانضمام إلى المركز الصيفي .. والانخراط في برامجه ..
كانت خطوة رائدة في حياتهم ..
فالمركز الصيفي مشروع رائع .. هنيئاً لمن كانت فكرته ..
ومع المركز ..
تغيرت حال الأخوين شيئاً فشيئاً ..
وأحسا بالإيمان يضيء في صدروها ..
يا الله ..
ما أجمل حياة الإيمان ..
وما ألذها ..
تعرف [ صالح ] على صحبة من الأخيار في المركز الصيفي ..
وعلم بعد ذلك أنهم في حلقات تحفيظ القرآن ..
لكنه ..
لم يكن يعلم ما هذه الحلقات ..
عذرا ..
فـ [ صالح ] يعيش بين أظهرنا ..
لكنه كان مغلقاً عن العالم حوله ..
ارتبط [ صالح ] بأحد الشباب ..
أحبه .. وأحب أخلاقه وحسن خلقه ..
وكانت تلك بداية الانطلاقة .. مع أولائك الأخيار ..
بدأ [ صالح ] يكثر التردد على الجامع .. فلم تكن صلاة تفوته .. لكنه أحياناً - ----------